elmansura online
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

القرضاوي: لا يجوز لرجال الأمن طاعة حكامهم في قتل الشعوب

اذهب الى الأسفل

القرضاوي: لا يجوز لرجال الأمن طاعة حكامهم في قتل الشعوب Empty القرضاوي: لا يجوز لرجال الأمن طاعة حكامهم في قتل الشعوب

مُساهمة  cm punk الجمعة يوليو 29, 2011 12:23 am

السلطة المتحكمة والسياسة الانتهازية تصنع الفراعنة

القرضاوي: لا يجوز لرجال الأمن طاعة حكامهم في قتل الشعوب

إعداد

حسن الأشرف ـ المغرب





يعمد التحالف الثلاثي الخطير الذي يتكون من السلطة المتحكمة المتغطرسة، والرأسمالية الجائرة والسياسة الانتهازية إلى التجبر على الشعوب المُستضعفة من خلال ظلمها دون وجه حق، لذلك ينبغي على هذه الشعوب المقهورة أن لا تستسلم للظلم حتى لا تتحمل مسؤولية الجَور الواقع عليها.



كانت هذه إحدى الخلاصات الرئيسة التي تضمنتها حلقة الأحد 23-1-2011 من برنامج "الشريعة والحياة" الذي تبثه قناة الجزيرة، وتطرق فيها الشيخ يوسف القرضاوي إلى موضوع "فرعون والفرعنة" والملامح التي تشكل السياسة الفرعونية في الأرض، ومن ضمنها التفريق بين أهل الوطن الواحد والاستخفاف بالشعوب..



تحية للأزهر



وحيى الشيخ القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في بداية الحلقة مؤسسة الأزهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية بقيادة الشيخ الدكتور أحمد الطيب على موقفه وبيانه في تحديد علاقته بالفاتيكان والكنيسة الكاثوليكية.



وأوضح القرضاوي أن موقف الأزهر الأخير، المتمثل في تجميد ووقف العلاقة مع بابا الفاتيكان، موقف سليم وعاقل يستحق الإشادة باعتبار أن المسلمين كانوا ينتظرون قرارا حكيما كهذا لكون الفاتيكان أساء إلى الإسلام وإلى النبي الكريم.



وذكّر المتحدث بالمحاضرة التي أثارت عاصفة من الاحتجاجات والانتقادات ضد بابا الفاتيكان عندما تحدث في إحدى محاضراته عن كون الرسول محمد لم يأت بشيء جديد وأن الإسلام دين انتشر بالسيف ولا يقوم على العقل.



وعاد القرضاوي ليسجل أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه حسم موقفه من قبل، وقرر مقاطعة بابا الفاتيكان ما لم يصحح موقفه مما قاله في حق دين الإسلام وعقيدته ونبيه وحضارته..



تحالف الثلاثي



واستعرض القرضاوي معاني كلمة فرعون كما جاءت في القرآن الكريم، فقال إنه لقب أُطلق على الملك الذي يحكم مصر مثل الذي يحكم بلاد الفرس يسمونه كسرى، أو الذي يحكم بلاد الروم يسمونه قيصر، والذي يحكم بلاد الحبشة يسمونه النجاشي..



ويتعامل القرآن الكريم مع فرعون -بحسب القرضاوي- على أنه اسم عَلَم المقصود به ملك مصر الذي عاصر نبي الله موسى عليه السلام، وكان يستضعف الناس ويتجبر عليهم، فجاء هلاكه على يد النبي موسى.



ولفت المتحدث إلى إحصائية لطيفة في القرآن الكريم تتمثل في كون كلمة فرعون ذكرها الله في كتابه الكريم أكثر من اسم موسى، حيث ذُكر فرعون 74 مرة في حين أن موسى عليه السلام ذُكر اسمه 36 مرة، وكان أكثر الأنبياء ذكرا في كتاب الله تعالى، الأمر الذي يدل على أن فرعون يمثل بالفعل الاستكبار والعلو في الأرض.



وفي هذا السياق، أشار القرضاوي إلى أن كلمة "العُلُو" في الأرض لم تُذكر في القرآن إلا مقرونة بفرعون، فقد قال الله تعالى: "إنه كان عاليا من المسرفين"، والعلو هنا هو الطغيان على خلق الله.



وأكد القرضاوي على أن القرآن يذكر دائما بمعية فرعون شخصيتين هامتين، هما شخصية تمثل الرأسمالية المُستغلة التي تتجسد في قارون الذي كان يمثل الإقطاع الظالم، أما الشخصية الثانية فهي شخصية هامان التي تمثل فئة السياسيين الذين باعوا أنفسهم للحكام المتكبرين والمتألهين، وأضحوا خَدَما يقدمون لهم الطرق السياسية لإخضاع الشعوب.



وشدد المتحدث على أن التحالف بين أضلاع الثلاثي: السلطة المتحكمة والرأسمالية المتوحشة الاستغلالية ثم فئة السياسيين الانتهازيين الذين يشكلون الواسطة بين الفريقين، يستهدف إخضاع الشعوب بالقوة من خلال أساليب الظلم وإذلال الكرامة.





السياسة الفرعونية



وانتقل حديث البرنامج إلى محور هام آخر يبين مظاهر وملامح السياسة الفرعونية في واقع الحكام الظالمين في علاقاتهم مع المحكومين، فأفاد القرضاوي أن سياسة الظالمين الجبابرة المُستكبرين في الأرض بغير وجه حق تقوم أساسا على الطغيان حتى أن القرآن الكريم قال: "اذهبا إلى فرعون إنه طغى"، باعتبار أن أول ما تواجهه رسالات السماء هو مقاومة الطغيان والبغي على الناس.



وتابع العالم حديثه بسرد ملامح ومقومات أخرى من السياسة الفرعونية، ومن بينها التفريق بين أهل الوطن الواحد مصداقا لقوله تعالى: "إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا"، والمقصود هم المصريون والإسرائيليون، فاعتبرهم القرآن أهل البلد.



واستطرد القرضاوي أن الفرعونية أيضا تخاف من الشعوب، فالطغاة عادة ما يخشون في أعماقهم من شعوبهم، بخلاف العادل الذي لا يخاف أحدا، ومن قصص العادلين الصحابي عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي جاءه رسول كسرى فوجده نائما وقال له قولته الشهيرة: "عدلت فأمنت فنمت يا عمر".



واستفاض ضيف الحلقة في سرد بعض الأحداث البارزة في حياة نبي الله موسى عليه السلام، من قبيل ترعرعه في بيت فرعون بعد أن تسببت امرأة فرعون في نجاته من بطش فرعون وتقتيله لأبناء بني إسرائيل، وغيرها من الأحداث والوقائع التي ذكرها القرآن الكريم.

وزاد القرضاوي ملمحا آخر للسياسة الفرعونية هو الاستخفاف بالشعوب وبعقولهم وقدراتهم والتغرير بهم واستغلالهم، حيث قال الله تعالى: "فاستخف قومه فأطاعوه.."، و" قال يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري..".



عبد مأمور؟



وفي السياق ذاته، اعتبر رئيس اتحاد علماء المسلمين أن الإسلام يُحَمّل الشعوب مسؤولية إتباع الجبابرة خصوصا الجنود، فالقرآن يُحمل الجنود تبعة ظلم الظالمين لأنهم أدوات في أياديهم، فقد قال الله تعالى: "إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين"، فكان القرآن صريحا في تحميل الجنود مسؤولية طغيان الطغاة على شعوبهم.



وأكد القرضاوي في هذا الصدد على أنه لا يجوز لرجال الأمن طاعة الحكام حين يأمرونهم بقتل أفراد الشعب، مشيرا إلى ما وقع في تونس أخيرا من أحداث قتل دموية في صفوف الشعب التونسي.



وعاتب القرضاوي الجندي أو رجل الأمن الذين يعتذر بكونه "عبد مأمور"، موضحا أن هذا العذر مشبوه وثقافة مُضللة ومسمومة لأن القتل لا يكون إلا بقضاء قاض وليس بتسليط أفراد ضد أفراد آخرين..



وعاد القرضاوي ليقول إن فرعون سلط جنوده لقتل الناس، ولما جاء موسى وكثر الأذى له ولقومه فقالوا: "أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا، قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض..".



وخلص ضيف الحلقة إلى أن السياسة الفرعونية تقوم على الظلم والتفرقة وخاصة على تضليل الناس عن الحقيقة وطمس عيونها، حيث قال الله تعالى في القرآن: "قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد..".



صُنع الفراعنة



وجوابا على بعض أسئلة المشاهدين المرتبطة بموضوع البرنامج، أفاد القرضاوي أن الذي يصنع الطغاة أحيانا هم الناس، مستدلا بمثل شعبي يتداوله المصريون: "يقولون يا فرعون إيش فرعنك، قالهم مالقيتش حد يصدني...".



وقال القرضاوي إن المطلوب من الناس والشعوب أن لا يستسلموا للفراعنة فهم بشر مثلهم، مشيرا إلى أن القرآن وضع المسؤولية على الشعوب التي تحني رؤوسها للجبابرة وتتمسح بأعتابهم..



وشدد على أن الإنسان ينبغي عليه أن يكون رأسا لا ذنبا، كما قال علي كرم الله وجهه لابنه: "يا بني لا تكن عبدا لغيرك وقد خلقك الله حرا"، مشيرا إلى أن الله يُنزل العقاب على المجتمع الذي يرى الظالم ويسكت عليه، مصداقا لقول الله تعالى: "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة..".



وختم القرضاوي هذا المحور بحديث اعتبره عظيما في تربية الشعوب وتوجيهها، فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام: "انصر أخاك ظالما أو مظلوما..قالوا يا رسول الله ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما، قال: تأخذوا على يديه..تمنعوه من الظلم فذلك نصره".



مواجهة الطغاة



وحول مواجهة الفراعنة والإعداد لذلك نفسيا، أجاب القرضاوي أن كل واحد يقف في وجه الطغاة عليه أن يستحضر أن الله معه مثل قصة موسى وأخيه مع فرعون، فقد قال موسى وهارون كما جاء في القرآن: "ربنا إنا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى قال لا تخافا، إني معكما أسمع وأرى"، مردفا أن لا أحد يمكن أن يُنقص من أجَل هذا الذي يقف في وجه الطاغية لحظة واحدة ولا أن يأخذ رزقه إلا بإذن الله وحده، فرزقه مقسوم وأجله محتوم.



وزاد القرضاوي أن المفروض أن يتعاون الناس ضد الظلم ويقفوا صفا واحدا ضد الظالمين كالبنيان المرصوص يشد بعضهم بعضا، مثل حالة أهل تونس الذين انتصروا على من ظلمهم بفضل تعاونهم وتآزرهم، مشيرا أن الناس إذا تفرقوا منحوا الفرصة للطغاة الجدد أن يتسلطوا عليهم.



ولفت القرضاوي إلى أنه إذا لم يستطع المسلم على إزالة الظلم، فعلى الأقل أن لا يقوي الظالمين ولا يعينهم ولا يكون ظهيرا للمجرمين، مضيفا أن الطاغية لا بد أن يلقى جزاء الله وانتقامه منه، لكونه سبحانه وتعالى يمهل الطغاة ويملي لهم ويستدرجهم ثم يأخذهم اخذ عزيز مقتدر.
cm punk
cm punk

المساهمات : 23
تاريخ التسجيل : 12/07/2011
العمر : 32

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى