حضرة محافظ الدقهلية المحترم ... انتهى عصر الاستعطاف

لم يكن غريبا ولا مستهجنا أن تعلن الولايات المتحدة الامريكيه لكثير من دول العالم أن هناك سياسة جديدة قد تم فرضها بعد أحداث 11 سبتمبر الشهيرة والتي من خلالها وضعت أمريكا سياستها الجديدة في التعامل مع كثير من الدول المارقة وأن أحداث 11 سبتمبر هي حد فاصل في تاريخ العديد من الشعوب وعلي هذه الشعوب أن تحفظ عن ظهر قلب هذا التاريخ أكثر من التواريخ الوطنية لبلدانهم.



ولكن يبدو بأن بعض المسؤولين في مصرنا الحبيبة لم ينتبهوا بل ولم يستوعبوا نتائج أحداث 25 يناير الشهيرة التي خلقت حياه جديدة ونظيفة انعكست علي الأوضاع السياسية المتخلفة والامنيه الباليه التي كانت سائدة في عهد المخلوع حسني مبارك وبدأ التاريخ المصري يسطر بمداد دماء الشهداء الأسماء الفاسدة الشهيرة في سجلات سجن طره وهم في انتظار وفود طائفة الكومبارس من صغار القيادات السياسية والحزبية والامنيه من أجل أن تقتص منهم يد العدالة المصرية.



ومن الأوضاع الجديدة التي تم إقرارها في مصر هو الانصياع والنزول علي إرادة الشعب المصري بلا تكبر أو غرور من طائفة المسئولين ولكن يبدو واضحا للعيان في محافظه الدقهلية أن محافظها الجديد اللواء محسن حفظي مازال غروره الأمني يمنعه من النزول علي اراده شعب الدقهلية العظيم في التنحي عن منصب المحافظ حيث مازال متفانيا في الانصياع للقيادة السياسية في تنفيذ الأوامر, متجاهلا الاراده القوية لشعب الدقهلية.



وتحتم علي الامانه أن نذكر الوافد الجديد بتاريخ شعب الدقهلية العظيم " فان الذكري تنفع المؤمنين" في التصدي لمن لا ينصاع لإرادته فان تكبر وأغرته الأماني والآمال في تطويع شعب الدقهلية فهو بإذن الله سيحفر اسمه في قائمه الواهمين والمغرورين وعليه أن يعلم تمام العلم بأن الدقهلية لم ولن تخضع إلا لله.



ومن ذاكره التاريخ المشرف لشعب الدقهلية وعلي محسن حفظي أن يحفظه عن ظهر قلب أن رئيسه المخلوع حسني مبارك لم يتجرأ علي زيارة المنصوره طوال 30 عاما لعلمه بمدي كراهية هذا الشعب الأبي له مما اضطره إلي أن يرسل إما المحروس جمال أو أمه سوزان فهل محسن حفظي أكثر شجاعة من المخلوع حسني مبارك حتى تطأ قدميه أرض الدقهلية وهو غير مرحب به؟, فان كان كذلك فأننا نود أن نري شجاعته النادرة في التنحي عن منصب المحافظ إكراما له.



أما ما ينتهجه من استعطاف شعب الدقهلية العظيم بحادثه ابنه والذي لقي ربه وهو في الثانية والعشرين وقد تركت هذه الحادثة تأثيرا سيئا علي نفسيته حيث صار رجلا منكسرا وضعيفا والي ما ذلك من الأحاديث التي يستعطف فيها النساء وربما الأطفال فهذا ليس من قبيل الشهامة المصرية.



ربما لجأ محسن حفظي إلي هذا الاستعطاف الصحفي عسي أن ينال الرحمة من معارضيه بعد ذله لسانه الشهيرة والتي نشرتها روزاليوسف حيث وصف أي معارض له بأنه إما حمار أو مجنون.



وحتى لو سلمنا بما صرح به حفظي في أول اجتماع مع الصحفيين بالمحافظة بأنه قد صار منكسرا وضعيفا من جراء حادثه ابنه فعليه أن يعلم بأن الدقهلية ليست دار رعاية للمنكسرين أو أنها قد افتتحت مؤخرا نادي المحافظين من ذوي ذلات اللسان.



الدقهلية لا يحكمها إلا ابن من أبنائها وليس وافد غريب كل ما يصبوا إليه أن يضاف إلي سجله الشخصي انه نال مرتبه المحافظ بدرجه وزير, ولكن علي كل من تسول له نفسه الاغترار بهذا المنصب أن يعلم جيدا أن مبني محافظه الدقهلية قد سبق واحتضن من طائفة المحافظين علي عينه "محافظ النافورات ومحافظ التماثيل ومحافظ السفلتة ومحافظ الحفر والردم", فأي لقب يود أن يحتفظ به محسن حفظي في أثناء بقائه في الدقهلية.



أري ان اللقب المناسب له حتى إشعار أخر هو "محافظ الاستعطاف" وذلك نسبه إلي تصريحه الأخير أما شعب الدقهلية العظيم فسوف يحتفظ له باللقب اللائق إذا ما استمر في عناده وعلي محسن حفظي أن ينتبه جيدا "ويحطها حلقه في ودنه" أن عصر ما قبل 25 يناير يختلف كليه عما بعده ففي أي عصر مازال يعيش محسن حفظي؟